خاطرة بعنوان " غريق" بقلم المبدع " غربي مراد"

ﻏﺮﻳﻖ
ﻫﺎ ﺃﻧﺎ ﺫﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﺣﺎﺩﺙ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ
ﺟﺪﻳﺪ ﻭ ﺃﺗﺴﺎﺋﻞ << ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻞ
ﺑﻲ ﻭ ﻟﻤﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺤﺎﻝ ؟ >> . ﺇﻧﻬﺎ ﺣﻘﺎ ﺣﺎﻝ
ﻣﺰﺭﻳﺔ ﻫﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺃﻋﺪ ﺃﻣﻠﻚ
ﻓﻴﻬﺎ ﺯﻣﺎﻡ ﺃﻣﻮﺭﻱ، ﻟﻢ ﺃﻋﺪ ﺃﺗﺤﻜﻢ
ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮﻱ ﻭ ﻻ إﺣﺴﺎﺳﻲ ﺑﻞ
ﻭ ﺃﻛﺜﺮ، ﻟﻢ ﺃﻋﺪ ﺃﺗﺤﻜﻢ ﻻ ﻓﻲ ﻣﺎ
ﺃﻓﻌﻞ ﻭ لا في ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻝ!
ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻋﻦ ﺍﻷﻧﺎ
ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ، ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺘﻪ
ﻳﻮﻣﺎ، ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﺒﺮيئ ﺍﻟﺬﻱ
ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻟﻜﻨﻪ ﺍﻧﺪﺛﺮ ﺷﻴﺌﺎ
ﻓﺸﻴﺌﺎ ﻭ ﻟﻢ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺁﺛﺎﺭ
ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺗﻄﻔﻮ ﺣﻴﻨﺎ ﻭ ﺗﻐﺮﻕ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ...
ﻛﻨﺖ ﺃﻣﻠﻚ ﺷﺠﺮﺓ ﻧﺪﻡ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻣﺰﻫﺮﺓ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﻟﻜﻨﻬﺎ
ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺖ ﺍﻵﻥ ﺃﻋﺮﺍﻓﺎ ﺫﺍﺑﻠﺔ ﻭ
ﺟﺬﻋﺎ ﻳﺎﺑﺴﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺣﻞ ﺑﻬﺎ
ﺧﺮﻳﻒ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﺍﻟﻘﺎﺳﻲ؛ ﻣﻠﻜﺖ
ﺫﺍﺕ ﺯﻣﻦ ﻋﺰﻳﻤﺔ ﻭ ﺇﺻﺮﺍﺭﺍ ﻳﺌﺪﺍﻥ
ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺃﺩﺍ ﻟﻜﻨﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻧﻬﺰﺍﻣﻴﺎ
ﺣﺪ ﺍﻟﺨﻨﻮﻉ؛ ﺫﺍﺕ ﻭﻗﺖ ﻛﺎﻥ
ﻋﻨﻔﻮﺍﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻨﻮﺍﻧﻲ ﻭ ﺍﻟﻬﻤﺔ
ﻧﺎﺻﻴﺘﻲ ﻟﻜﻨﻲ ﺍﺭﺗﻮﻳﺖ ﻣﻦ إﻛﺴﻴﺮ
ﺍﻟﻔﺸﻞ ﺣﺪ ﺍﻟﺜﻤﺎﻟﺔ ﻭ ﺃﻛﻠﺖ ﻣﻦ
ﻣﺂﺩﺏ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﺣﺪ ﺍﻟﺘﺨﻤﺔ...
ﻋﺸﺶ ﻋﻨﻜﺒﻮﺕ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻓﻲ
ﺻﺪﺭﻱ ﻓﺎﺳﺘﻮﻃﻨﻪ ! ﻭ ﺻﻌﺐ
ﻋﻠﻲ ﻛﻔﺎﺣﻪ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻲ ﺗﺨﻠﻴﺖ ﻋﻦ
ﻋﺪﺗﻲ ﻟﻜﻔﺎﺣﻪ ﻭ ﻋﺘﺎﺩﻱ ﻟﺠﻬﺎﺩﻩ
ﻷﻧﻲ ﻇﻨﻨﺖ ﺫﺍﺕ ﻓﺮﻁ ﺛﻘﺔ ﺃﻧﻲ
ﻟﻦ ﺃﻛﻮﻥ ﺑﺤﺎﺟﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺫﺍﻙ. ﻓﻲ
ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺃﻇﻨﻬﺎ ﻓﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ
ﺣﻴﺎﺗﻲ، ﺍﻧﻘﻠﺒﺖ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻳﻦ ﻋﻨﺪﻱ ﻭ
ﺗﻌﺜﺮ ﺭﻛﺐ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻭ ﺍﺧﺘﻠﺖ
ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻲ، ﺃﻣﺴﻰ
ﺍﻟﻤﺤﻈﻮﺭ ﻋﻨﺪﻱ ﻣﺴﺘﺒﺎﺣﺎ
ﻣﺴﺘﺴﺎﻏﺎ ﻭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ ﻣﺤﻈﻮﺭﺍ
ﻣﺴﺘﺜﻘﻼ ﻭ ﺗﻔﺎﻗﻤﺖ ﺃﺯﻣﺘﻲ ﺇﺫ
ﺃﻧﻨﻲ ﺻﺮﺕ ﺃﺣﺐ ﺷﺎﺫ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭ
ﺃﺳﺘﻐﺮﺏ ﺳﻮﻳﻬﺎ ! ﺃﺣﺎﻃﺘﻨﻲ
ﻏﺮﺍﺑﻴﺐ ﺳﻮﺩ ﻭ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﻣﻦ
ﻋﻘﻠﻲ ﺳﻜﻨﺎ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ اﻏﺘﺎﻟﺖ
ﻳﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻷﻣﻞ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎء ﺍﻟﺘﻲ
ﺑﺬﻟﺖ ﺟﻬﺪﻱ ﻭ ﺟﻬﻴﺪﻱ ﻭ
ﺃﻋﻄﻴﺖ ﻛﻞ ﻏﺎﻝ ﻭ ﻧﻔﻴﺲ ﻋﻨﺪﻱ
ﻓﻲ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﺠﻠﺒﻬﺎ ﻭ ﺃﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺮﺿﻰ
ﺑﻲ ﺧﻠﻴﻼ، اﻏﺘﺎﻟﺘﻬﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺭﺣﻤﺔ
ﻋﻠﻰ ﺣﻴﻦ ﻏﺮﺓ ﻣﻨﻲ ﻭ ﻃﻌﻨﺘﻬﺎ
ﺑﺨﻨﺠﺮ ﺍﻟﻬﻮﺍﻥ ﺍﻟﻐﺎﺩﺭ ﻓﻬﻨﺖ ﻓﻮﺭ
ﻭﻓﺎﺗﻬﺎ ﻭ ﺍﺳﺘﺴﻠﻤﺖ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ
ﺁﺧﺮ ﻳﻤﺎﻣﺔ ﻣﻨﻬﺎ.
ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﺫﺍﻙ ﻓﻤﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﻫﻨﺎﻙ
ﺑﺎﺭﻗﺔ ﺃﻣﻞ ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﻧﻔﺴﻲ
ﻓﻲ ﺑﻘﻌﺔ ﻣﺎ، ﻻ ﺯﻟﺖ ﺃﺻﺎﺭﻉ ﻫﺬﺍ
ﻭ ﺃﺭﻧﻮ ﻟﻠﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭ ﺃﺗﻤﻨﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﺿﻊ
ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺣﻘﺎ
ﻣﻨﻔﺮ ﻭ ﻣﻘﺰﺯ...
ﻫﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻫﻮﺍﺟﺴﻲ ﻭ ﺛﻠﺔ
ﻣﻦ ﺧﻮﺍﻃﺮﻱ ﻛﺴﺮﺕ ﺑﻬﺎ ﻧﺼﻮﻉ
ﺻﻔﺤﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻠﺘﻲ ﻭ
ﺳﻜﺒﺖ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﺣﺒﺮﻫﺎ ﻣﺤﺎﻭﻻ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺭﻗﺔ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻤﻠﺆﻧﻲ ﻋﻠﻨﻲ ﻳﻮﻣﺎ ﺃﻓﻚ ﺳﺮ
ﻏﻤﻮﺿﻬﺎ ﻭ ﺃﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﻞ ﻃﺮﻳﻖ
ﺍﻟﺮﺷﺎﺩ ﻛﻲ ﻧﻠﺘﻘﻲ ﺑﻌﺾ ﻃﻮﻝ
ﻏﻴﺎﺏ...
بقلم: غربي مراد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق