حوار مع الكاتب أنور عباسي صاحب رواية وحي الروح.


حوار مع الكاتب أنور عباسي صاحب رواية وحي الروح.
كيف_كانت_بدايتك_مع_وحي_الروح
بدايتي مع وحي الروح كانت في 8 فيفري 2017 حيث كنت أعيش أيام عصيبة وكنت أتخذ صديقا لي يساندني ويقف معي ، وكنت أتأمل يومها فيما مر بي فوقفت على أن الروح كانت أصدق شيء كان معي منذ نعومة أظافري ، فارتأيت أن أكتب رواية أتخذ الروح هي الشخصية الأبرز فيها حيث تلامس أبرز محطات حياتي ، وأجسد فيها المعاناة التي قد يمر بها كل شاب في مثل سني ويعيش في زاوية مختلفة عن باقي الناس ، فكانت تلك هي البداية وشرعت فيها ولم أكن أكتب بشكل يومي بل أكتب كلما نزل بي إلهام يدعوني لأعبر وأسطر حروف هذه الرواية .
مادا_تعني_لك_القراءة: القراءة تعني لي الكثير ، فهي الغذاء الروحي الذي أعجز عن العيش دونه ، القراءة تمنع الموت عني ، فموتي هو موت خيالي وخيالي تمدني به القراءة ، فلا أستوعب تقبل حياتي دون قراءة ، فهي عبادتي اليومية كلما قللت منها ضعفت وهرمت وكلما واضبت عليها اشتدت إرادتي وصدقت عزيمتي وأحس نفسي كالصحيح المعافى من كل سقم ، فالحياة بالنسبة لي إذا خلت من القراذة فهي تفتقد طعمها الحقيقي الذي يجعلنا نستمتع بها
مادا_يعني_لك_القلم:
القلم هو في الحقيقة كيان وروح أخرى تسكن بجوار كل من أحسن التواصل معه ، فالقلم هو الوسيلة المثلى كي نعبر عن أفكارنا وإبداعاتنا ، كي نوضح ٱراءنا ومواقفنا ، كي ندافع عن قضايانا واهتماماتنا ، كي نسلط الضوء على همومنا ومشاكلنا ونحاول رصد سبل تجاوزنا وإنهائها ، فالقلم هو جزء لا يتجزء من ضمائرنا إن أرادت الحياة حقا ، فالقلم هو رفيق لكل من يعشق الكتابة والتعبير عن مكنون نفسه وما يشغل باله ، القلم سلاح نواجه به الحرب الفكرية التي أعلنت منذ القدم على مقوماتنا وهويتنا ، فعلى الجميع أن يتخذه كحصين ندافع به عن حقيقة من نكون .
ماهي_نظرتك_للمقروئية_في_مجتمعنا: نظرتي للمقروئية في مجتمعنا أنها في تحسن مستمر وهذا ما التمسته شخصيا في عدة نشاطات شاركت فيها ، فالوعي صار يتخذ منحى ٱخر في جزائرنا ، وأؤكد أن هذا ما هو إلا تمهيد لثورة فكرية ستشهد البلاد قاطبة وهذا ما يجعلني متخوفا بعض الشيء نظر لعدم وجود جدار حامي وحصن يحمي مقدساتنا الفكرية التي تمثلها هويتنا العربية والإسلامية ، فكون الباب مفتوح على مصراعيه سيجعل ظن الوضع متأزما فهناك أيادي خارجية تسعى لدس سمومها الفكرية وسط الفئات الشبانية في مجتمعنا والغاية والمقصد واضحين وهو إسقاط الهوية الوطنية والشخصية الإسلامية وتجريدنا منها ، وذلك كي نكون لقمة سائغة للفكر الإنحلالي والغزو الثقافي الغربي ، ولكن مع هذا وذاك أرى شعلة أمل ساطعة كالعلم الشامخ عاليه نار ، تقترب من الساحة الأدبية والثقافية ككل في جزائرنا العميقة ، وهذه الرؤية ليست من هوى أو مجاملة أو ألقيت عرضا ، بل هي مستوحاة من تتبعي للساحة وكوني غصت فيها منذ زمن ، ومن ثم لمعرفتي بعدة قامات شبابية ناشطة وتحمل معها الكثير للساحة ، تحمل ما لم تحمل أقلام قبلها ، كما ونوعا ، من تمكن في الأسلوب وقوة في اللغة ومبادئ راسخة تبنتها هذه الشذرات والبراعم الناشئة في ميدان الكتابة والتأليف ، فما تكلمت عنه أنا هو ما يفكر فيه الكثير غيري ويتبناه كثر ممن امعنوا النظر وأرجعوا الاعتبار للرؤى الصانعة لأحلامنا كشباب ، وهذا بطبيعة الحال واجب على كل شخص يسعى للمضي قدما نحو زرع التفاؤل والأمل في قلوب شباب مجتمعنا، الذين يسكن قلوبهم القنوط ويغشى عقولهم الكساد وشحنت ضمائرهم بالخذلان وتشبعت نفوسهم بالمغثيات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، بسبب مرارة الواقع المعاش والخزي الذي نراه والانهزام الذي نرتع في كنفه ، أكاد أجزم أن الكثير منا قد ذاق ذرعًا بكثرة الأخبار والٱراء التي تنقل إلينا يوميا تخاطبنا بأن واقعنا قد ضاع وأن مستقبلنا لا أمل فيه وأن حياتنا في الجزائر تعاسة وستبقى كذلك ، لكن هل هذا ما سيجعل منا نسعى للتغيير؟! ، كلنا سئمنا كل يوم نقرأ الجرائد والمجلات ، قتل شاب أمه وضربت فتاة أبوها وسرق مدير بنكا ، وغيرها من الأخبار والخزعبلات والإشاعات التي تتناقلها وسائل الإعلام تارة ويتجادل حولها الناس في المقاهي كأن لا شغل لهم غيرها التي زرعت فينا التشاؤم وقتلت جل أحلامنا وصرنا نرى البشاعة والجريمة والفساد في كل شيء من حولنا ، ألا يكفينا هذا! ، حتى نأتي لنرى الطبقة الموسومة بالثقافة تسير على وفق هذا النحو وتساير الركب في رُؤيتهم ومنظورهم للحياة وسط مجتمعنا ، لا وألف لا ، بل الواجب على كل منا التحلي بأمل حقيقي ورؤية الجانب الإيجابي في حياتنا ، أليس فينا المثقفون والأساتذة والباحثون ممن تمكنوا حقا في صنع مستوى مشرف يرفع الرأس بهم ، ألا نملك مقومات ثورة فكرية تزعزع الفساد وتضع حجر الأساس لمجتمع متحضر بأتم معنى الكلمة ، فلما لا نؤمن بما نمتلكه ولنمسك بيد بعضنا البعض ولنضع خطة عميقة تخط لنا هذه الرؤية وتجسدها على أرض الواقع ، فلنترك الدولة والحكومة والسياسة وكل الجهات التي ذقنا ذرعا بها ، ولنهتم بما نملك ولنحاربهم بطاقاتنا الفكرية ، فهم لا شيء بدوننا ، هم يتغذون على ضعفنا ، يغذون على انكسارنا وانسحابنا ، فلنترك لهم خزيهم وعارهم فهم غدا مسؤولون أمام رب البريات ، أمام من لا تخفى عليه خافية .
مادا_تُقدم_للكُتاب_الهواة_كنصيحة: ونصيحتي للكتاب وكل من يسعى لترك بصمة في مجتمعه أن يلقي الاوهام جانبا وليعتقد أن الأشياء العظيمة ليس إدراكها سهلا ، فلنقف معا جميعا صفا واحدا ، فلنؤسس الجمعيات والنوادي والمراكز بأفكار بسيطة وإمكانيات معتبرة ولو بالقدر اليسير، ولنناهض الفساد ولنقم سبل التجديد في مقوماتنا وعوامل تماسكنا ، ولا ننتظر من جيل باع الوطن أن يقدم لنا المساعدة في استرجاعه ، سوف يقفون في طريقك ، سوف يقيمون عليك الدنيا ولن تقعد ، سوف يخلقون لك مائة سبب لتسقط ولتتنازل لهم وتنسحب ، فهل الشاب الطموح يرضى ويخضع لأهوائهم العميلة لما وراء البحار؟! .
لا أيها الجزائري ، هذه الأرض ملك لك ، ملك لأبيك وأجدادك ، لن تترك لهم لقمة سائغة ، فقط قل لا ، قل لا في وجه التبعية ، قل لا في وجه التقاليد العمياء ، قل لا في وجه الفساد وعملائه ، قل لا وسيخضع لك الواقع وساداته إجلالا وإن رغمت أنوف المستنكرين
و-ب                                                                               
باينان_تقرأ







Haut du formulaire


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق