قراءة في كتاب ثورة الغاب المنتصر لمؤلفه أنور هدى البرازي


قراءة في كتاب ثورة الغاب المنتصر
لمؤلفه أنور هدى البرازي
                                         
- الكتاب عبارة عن مجموعة قصائد وأناشيد كتبها الكاتب وهو بالجزائر وكانت هي مصدر إلهامه، فهو مشرقي أتى إلى المغرب وأقام بالجزائر وأصدر كتابه بها عام 1978، بين أن كلماته نابعة من قلبه وختمها بقوله: شعب الجزائر المنطلق في قافلة العصر لبناء الرخاء والسلام.
- افتتح كتابه بقصيدة بعنوان ثورة الغاب المنتصر والذي اختاره أن يكون عنوانا لكتابه، تحدث في القصيدة عن الجزائر وبعض الأماكن التي أغوته فيها، استعمل أسلوبا وصفيا غاية في الجمال، عبر بلغة سلسة وبسيطة وواضحة وسهلة الفهم، حيث تدرك معنى أبياته من أول قراءة لها، تطرق لنبذ وإنكار الأفعال المشينة للمستدمر مع أنه كان يقدم إيحاءات وتلميحات شبه مباشرة إلا أنه لم يذكر المستدمر الفرنسي بشكل صريح، فكان يتحدث عن الجزائر كأنها غابة ويصف ما فيها من جمال الطبيعة وكيف أنها قد عانت من ويلات الحرب وهذا ما جعلها تنتفض وتخرج عن صمتها كي تخلق الثورة التي أرادها أبناء الجزائر فكان لهم مرادهم، فتحدث عن مجد البطولات التي حققتها الأيادي التي ترفض الظلم وتناهضه فحققت انتصارات بقيت مخلدة في تاريخ الشعوب على مر الأزمنة، ومن أجمل ما قال في قصيدته:
هذه الثورة في الغاب أزهدتني ... حركتني
إنها ترمز للجزائر التي احتوتني
كل صبح قربه أمشي وأستذكر لحني
لحن أيامي لما أزماتي خنقتني
- ثم تتابعت القصائد فكانت الثانية بعنوان الحب العظيم حيث تحدث فيها عن سيدي فرج حيث كان يقيم بجانب البحر ويصف جمال المكان وروعة الذكريات التي جمعته به.
- ثم قصيدة بعنوان تحية يا جزائر تحدث فيها عن بطولات الثورة والنصر وتطرق لدوافع مغادرته للمشرق وقدومه للجزائر حيث وجد نفسه التائهة واستقر في الجزائر حيث يستوحي شعاراته.
- ثم قصيدة الجزائر الجديدة تحدث فيها عن النهضة التي تشهدها الجزائر، فبدأت مرحلة الإعمار والتشييد وصارت الجزائر قدوة للشعوب التي تهوى التحرر وتعشق الحرية، فأكد أن الشهداء قد مهدوا للجيل الجديد، فشرع الجزائري في بناء أرضه والنهوض بالوطن من جديد والتمهيد للجزائر الجديدة التي طال انتظارها.
- ثم قصيدة ثورة نوفمبر حيث واصل الشاعر إحصاء الأحداث وقولبتها في قالب شعري شيق وعذب، استجمع فيه قوته اللغوية وكل بلاغة قد استوحاها في استحضاره للتاريخ الجزائري الذي عايش تجسيده بنفسه وأمام مرأى عينيه، وفي قصيدته تطرق لجل جوانب الحرب التي عاشها الجزائريون قلبا وقالبا وتناول عدة محطات للثورة وأبدع في الحديث عن الإنجازات المحققة من طرف ابمجاهدين في كل قطر من الجزائر، وعبر عن حقيقة التضحيات المقدمة من طرفهم في سبيل تحقيق الحرية والاستقلال، أجمل ما جاء في قصيدته قوله:
عطرُ مليون شهيد سقطوا تحت البنود
هو ذا ما أتذكر حينما يأتي نوفمبر ...
- ثم قصيدة بعنوان في سوق مدينة الجزائر، تحدث فيها بلغة تحمل نوعا من السخرية من بعض المظاهر التي يراها حين يغادر بيته، خاصة في السوق حين يتجول بين الجزائريين ويلامس معناتهم في مرحلة شبه مزرية كانت البلاد تعيشها، تحدث أيضا عن كرة القدم والأندية التي كانت تنشط حينها كمولودية الجزائر وعبر بجملة تكاد تعبر عن واقعنا الذي نعيشه لحد الساعة حيث قال:
قلت ما هذا فقالوا خذ عن الملعب فكرة
كلما قامت مباراة هنا تنشب ثورة
وتطرق بعد هذا لمغازلته لإحدى الحسناوات التي لقيها عند بائع الأزهار حيث فتن بها وراح يراودها بحروفه بينه وبين نفسه حتى خطها قلمه وهو يصف حاله حين رٱها.


الجزء الأول ( 1- 45 )
يُتبع! .
#قراءات_سراج
بقلم الكاتب أنور عباسي .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق