خاطرة
بعنوان : سيئ في حق الجميع إلا نفسه!
ألم
أسببه لبعضهم فيشعرني بالسعادة، حقد أروضه كي يقتات على ضعفهم أمامه، كأس باردة من
دم تشعرني أن لا رحمة لي بأحد، لما يا أنا، لما أحمل في قلبي كل هذا العفن، لما لساني
محشو بالسموم لا طعم لها إلا المرارة، لما أنا أخاف أن أعيش بدون زيف أنتحله، وأرتعب
أن تكون الحقيقة سابقة لعبث لساني، لما أتصنع الجمال من داخلي وأنا مكسو بالموبقات،
لما اخترتني يا عاهرة كي تكون النفس التي تسايرني حيث أكون، مكبل أنا أروم البؤس بتعطش،
أسعى خلف فرائسي كي أرديها جيفة أمام مخالبي، شيطاني أطيب مني فقد كان يهمس لي ويقول
لن أغنيَّ عنك شيئا، ملائكتي رحلت فقد اتفقت على أن كتاب ذخائري قد أحرق ولم يبقى فيه
ما يكتب، جنتي أغلقت وناري لم تسعد بي فكأنها لبؤسي تعجبت لخبثي تجبرت وعن جبروتي تجردت،
عرش اهتز لموته ونور سطع لرحيله فشتان، ليلي ضمير حي ونهاري سيئات في حق الحياة، طتب
تطوى فلم تعد صفحاتها تقرأ، قلوب ترتحل فلم يرق لها اليأس في حضرتي، أنين يريد أن يصرخ
ودموع تريد أن تبكي، حياة تريد أن تموت، وأمل يريد أن لا يعود، موسيقى جميلة تواصل
كذبها لتخبرني أن السماء تمطر، لباسي جف وعروقي تلبدت فلم يعد بين دفتي صدري ماء تسقى
به مضغتي، خريف غاضب وشتاء مريض وربيع نائم وصيف يموت، كلم تسطره عيناي لتحكي عن سعادتي
الأبدية الحاضرة في رقرقة عيونهم، تكرهني الأرواح وتعشقني الألسنة والشفاه، ألم جميل،
عاجز أن أعيش دونه، إن ابتعد عني ستلتهمني الطيبة وستقضي علي البسمة وستنهي حياتي تحيتي
للذين من حولي، صغب عارم يذكرني بأسلافي ممن تركوا لي ما يذكرني بغيابهم، أرى نفسي
بينهم لكنهم يريدون البقاء معي، إني أذرف دموع الكاذبين التي تعلمت حياكتها ولن يحسنها
مثلي، أحمل في طيات حزني سعادة أغرر بها فرسيتي فيسهل النيل منها، لا تستهويني الجماجم
الكبيرة ولا الفرائس الضخحة، أريد الضعفاء، أريد وليمة سهلة لا يعسر طهوها، أريد قيحا
أسقي به ورعي، وأريد سواد أحجب به النور عن أرضي، ليتني كنت قاسيا على نفسي ولم أكن
سيئا في حق الجميع.
بدموع
: أنور عباسي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق