قراءة جمالية في نص هايكو للشاعر #إسلام_دالاس: معجم معآني، عُيونك العسلية تشرح- كُل مفردآت الجمآل.. تأملت مرغما في عديد النصوص التي خطتها أنامل هذا المبدع، وبغض النظر عن الماهية الحقيقة للنصوص التي يكتبها والاختلافات الورادة في أبعاد الهايكو وكينونته، فإنني ملت إلى اعتناق فكرة أن الهايكو ليس بيد أحد تقييده أو وضع حدود له تمنع الإبداع من أن يتجدد في معالمه، وهذا ما سار عليه عديد من أساتذة الهايكو، إذ إلزام من يتقن هذا الفن بقواعد خاصة محدودة بعيدة عن أصالته، يحول دون تحقق المراد منه ويمنع من التجديد فيه بما يناسب أشكال الفنون ويتلائم مع خلفيات اللغات والثقافات التي يمارس فيها، وبالتالي فمنهج الهايكو بشكل عام قد تحقق في أسلوب الهايكست إسلام دالاس واتضحت معالمه وجسدت أركانه وهيئت له الأرضية الأنسب ليكون للقارئ أداة للتصوير خيالية في التقاطها وانسيابية في حركتها وجمالية في تصويرها، وهذا ما تجلى في حروف هذا المبدع أيما تجلي، وبين يدي الآن نص من أجمل وأرقى النصوص التي جادت بها قريحته وتميز بها مكنون نفسه وعمق رؤيته للأشياء حوله، إذ يقول: معجم معآني، عُيونك العسلية تشرح- كُل مفردآت الجمآل.. يضعنا الشاعر أمام مقامين يمثلان أشياء مادية تستوقف المتامل فيها، الأول وهو المعجم والثاني هو العيون، فوضع أداة تصويره الوجدانية ليتأمل في عيون إحداهن، وإنما قلت إحداهن لأن المقام يحمل بعد التغزل، وبالتالي فالمتأمل فيه هو فتاة، ليصور بعدها مشهدا غير ملموس في أول شطر، فيقف ليرى معجم معاني، متجسدا في عيون كان يحدق بها، هذا المعجم لم يختر له لغة ولا عنوانا، هو معجم دون عنوان، وهذا ليشد انتباه القارئ والمستمع إلى أنه بمجرد رؤيتها تبادر إلى ذهنه مشهد المعجم، ليترك قرينة الربط بين المشهد الخيالي والمشهد الحقيقي في آخر نصه، وهذا هو السبيل لإثارة الدهشة في ذهن القارئ وجعله يتسائل: ما علاقة المعجم بتلك العيون التي رآها؟ وبالعودة للمعجم فإنه وكما ورد في أحد مقالات المدرسة العربية، أن المعاجم سميت كذلك لأن هذه المعاجم لا ترتب فيها الألفاظ أي ترتيب، بل يدور فيها الحديث حول موضوعات عامة حيث تجمع الألفاظ التي تدور حول معنى واحد أو موضوع واحد ومنها "المخصص" لابن سيده وكتاب "الألفاظ" لابن السكين ومعجم "فقه اللغة وسر العربية" للثعاليبي، وطريقة استخدامه تكون بتحديد الموضوع ثم الرجوع إلى الفهرس ثم النظر في صفحات الباب، وإنما يفهم هذا حينما نعلم أن المعاجم العربية أنواع وكما يقول الأستاذ مراد الشوابكة فإن المعاجم تقسم إلى عدة أنواع، هي: معاجم المعاني ( وهي المرادة بكلامي): هي المعاجم التي تحتوي على مواد لغوية بغض النظر عن ترتيب ألفاظها، معاجم الألفاظ: هي المعاجم التي تشرح وتوضح المعاني والألفاظ والدلالات الخاصّة بالألفاظ اللغوية، وتكون مرتبة أبجديّا حسب الأصل الأول أو الأخير للكلمة، أو بحسب الموضوعات، أو حسب المخارج الصوتية العربية، معاجم المُعرَب والدخيل: وهي المعاجم التي تحتوي على الألفاظ والمفردات التي أدخلت إلى اللّغة العربية من الأقوام والشعوب الأجنبية، مثل الروم والفرس، وتم تعريبها، معاجم الأمثال: وهي المعاجم التي تحتوي على الأمثال العربية وشرحها وتوضيح معانيها ومقاصدها، معاجم المفردات: وهي المعاجم التي تحتوي على المعاني الخاصة بمفردات القرآن الكريم والسنة النبوية، معاجم المُصطلحات العلميّة والفنية: هي المعاجم التي تحتوي على شرح وتوضيح المصطلحات الطبية والعلمية والفنية. والشاعر قد اختار معجم المعاني، من قبيل الإلهام الذي حل بقلبه فجعله يتخيل مشهدا يعجز عن رؤية غيره، فاختياره لمعجم المعاني لم يكن من قبيل الصدفة في مقابل أنه أختير إلهاما من قلبه وعقله في تصوره للمشهد، فهذا المعجم أبلغ ما يعبر به عن الصورة التي تشكلت في ذهنه وأراد نقلها والبحث عن قرينة لهذا الشبه الذي انتابه وهو يتأمل في عيون تلك الفتاة. ثم أتى للحديث وتفسير مراده بالشطر الأول، ليبين الرابط بين ما قدمه وهو معجم المعاني وتلك العيون التي رآها، وذلك حين قال: عيونك العسلية تشرح- وبتزئة الجملة التي عبر بها نجد؛ أنه أدخل حرف الكاف ليشير إلى غائب لابد أن نتسائل من يكون، فلكون القارئ توقف في مشهد معجم المعانيو فأكيد لما أخاطبه بكلمة عيونك.. يتبادر إلى ذهنه حرف الكاف وعلى من يعود، وهو متوقف أمام صورتين، صورة معجم المعاني وصورة العيون، ليجد نفسه أمام مشهد يستفزه ليسأل عن تلك العيون، ثم يتبع الصورة بوصف خيالي لتلك العيون، فالمعلوم أن للعيون عدة أوصاف، وعادة ما توصف العيون بألوانها، والخيالية بوصفها بشيء يتبع للونها ولو كان جزء منه وهو بريقها الذي يحدث في القلب نزغة بمجرد التأمل فيهما، وكما تقول الأستاذة عبير محمد أن العيون هي أول ما يجذب المرء نحوها في الشخص الذي أمامه، فالعيون تعكس الكثير من شخصية صاحبها، و لكل لون سحره الخاص به، وبغرض الغوص أكثر في ثنايا وصف الشاعر لتلك العيون بانها عسلية، ارتأيت تلخيص بحث يتناول هذا المضمون، ومحاولة إثراء الموضوع أكثر كي نعطي لهذا النص حقه وميتحقه في الدراسة والبحث والتنقيب عن أبعاده الخمسة التي استنطقها الشاعر في نصه، فنقول أنه قد أثبتت الدراسات أن تطور لون العيون يتحكم به ثمان جينات وراثية، فيمكن إنجاب طفل عيونه خضراء من أبوين عيونهما بنية، كما أن لون العيون يثبت بعد إتمام الطفل شهره الثالث و في بعض الأطفال يتحدد لون أعينهم بعد شهرهم السادس؛ يرجع ذلك إلى أن قزحية العين تكون بدون أصباغ، و العيون العسلية هي مزيج بين اللون البني والأخضر، و هو لون أقل شيوعًا في العيون، و قد تبدو بنية أو خضراء حسب الضوء المسلط عليها، ويقال أن عوامل تكون العيون العسلية يرجع إلى عدة مسببات: فيتكون اللون البني المصبوغ داخل العين في المكان المحيط بالبؤرة، و تعتبر قزحية العين هي المسؤولة عن إعطائها الألوان، ويسمى الصباغ المسؤول عن لون العين باسم الميلانين، كما يؤثر على لون البشرة أيضًا، والسبب في أن العديد من الأطفال البيض يولدون مع عيون زرقاء؛ هو أنهم عندما يولدون لا يمتلكون كمية الميلانين الكاملة الموجودة في قزحية العين، حيث أنه في السنوات القليلة الأولى بعد الولادة يتطور الميلانين أكثر في القزحية مكونًا العيون الزرقاء التي قد تتحول إلى اللون الأخضر أو العسلي أو البني، و الأطفال الذين تتحول أعينهم من اللون الأزرق إلى اللون البني، يعني أن كميات كبيرة من الميلانين قد تطورت، أولئك الذين ينتهي بهم المطاف مع عيون خضراء أو عيون عسلية، ويممن القول أن هناك حقائق تتعلق بالعيون العسلية منها أن اللون العسلي هو في الواقع ليس اللون الحقيقي في حد ذاته، بل هو مزيج من ألوان مختلفة فهو يعتبر لون العين الذي يعرض مزيج من العيون الخضراء والبنية والزرقاء، وأيضا بها حلقات بنية، حيث تشير الأبحاث إلى أن 74٪ من العيون العسلية يميزها وجود حلقة بنية حول بؤرة العين، وكل لون من العيون العسلية فريد من نوعه، فزوج واحد من العيون العسلية لا يطابق أبدًا زوج آخر، فهناك بعض الناس يمتلكون لونًا أخف وزنًا من اللون الأخضر في حين أن الآخرين لديهم لونًا أكثر قتامة من البني، بالإضافة أن كثافة اللون في العيون العسلية كانت اعتمادًا على مزاج و عاطفة الشخص صاحب العيون العسلية الذي قد يكون سعيدًا أو حزينًا أو متحمس، فكثافة لون العين قد تتغير مؤقتًا كلما تأتي هذه المشاعر، قد يتحول لون العين بشكل مؤقت إلى العسلي أو إلى البني أو جعل ظل العين يظهر أكثر إشراقًا أو أغمق. فهنا الشاعر قد غاص بالقارئ إلى تجاذبات من الجمالية في الصورة البسيطة التي صنعها، قبل أن يضعنا أمام المشهد بأدق تفاصيله وذلك بعدما أضاف كلمة: تشرح ! وهنا نقلنا بسرعة لا متناهية، لنقف عند سؤال: ماذا تشرح وهل اكتملت الجملة تركيبيا لنتوقف عند هذه الكلمة، أمام أن الأمر فيه اقتطاع ضروري ليصنع الصورة التي تمكنه من خلق الدهشة في نفس القارئ؟ فنجد قد خلق وقتا مستطقعا ووضع مطة اعتراضية، إحالة منه بأن الكلام سينكشف كواليس تلك الصورة ويبرز الرابط الذي جعله يصور لنا أمرين، هما معجم المعاني والعيون العسلية، وذلك ليقول في الأخير: كل مفردات الجمال.. فهنا مربط الفرس والشاهد الأبلغ والمعنى الأعمق، فيتوقف القلب ليبتهل وتتقد داخل النفس دهشة بعدية، وتعتلي العقل صدمة مناطية يعجز عن تعليلها أو منطقتها ليتقبلها دون نفس آخر، يسترجع فيه نبضه ليتأمل في الصورة التي التقطتها نفسه بفضل الشاعر الذي رتب كل شيء لهذا السيناريو المحكم والقصة المشوقة والحبكة المستفزة، فنجد الموقف قد أبان عن حقيقته، وكشف ستار دواليبها وأزيحت عباءة الإختفاء عن كواليسه التي حيك فيها بين أعين تلك الفتاة ومعجم حمل مدلولات الجمال الذي حملته في عينيها. فعيونها بعسليتها تحولت إلى معجم للمعاني يستوقف كل كنه وكينونة للجمال، ليقول قد بلغت منتهاه، لتتحول إلى معجم ناطق يحمل مدلول كل معاني الجمال الذي رآه الشاعر وهو يتأمل فيها، فمفردات الجمال التي حوتها تلك العيون قد حولتها إلى معجم كامل قرنت به، لتكون غلافا له وصورة تذكارية لكل من يراها فيجد نفسه يتصفح ورقات من كتاب يحمل في جعبته مفردات المعاني التي تعبر عن الجمال بمنتهاه. فحري بالشاعر أن يفخر بقدرته على التقاط مشهد بهذا العمق، وتصويره بدقة وبلاغة متناهية في الأثر ومعللة بمنطق يخلق الدهشة في ذهن كل متأمل فيه ومتصفح لمعانيه بشتى أبعادها. #سراج_عباسي

مذكرات مريض نفسي بقلم أسماء يونس


مذكرات مريض نفسي
كول هو انا ، الطفل ذو السادسة من العمر ، تطلق ابواي منذ عامين ، بعد ضرب و كدمات و غرزات كمخالب ليثٍ على جسد الفريسة ، ذاك هو جسد امي المتقرح بالخدوش المضجر بالدمااء تركنا ولم يعد ترك امي حزينة مكسورة الجناح ، اصبحت تبحث عن وظيفة ، لحسن حظها وجدت منصبا في وكالة تجارية انه الحظ ! يا الهي لم اكن اعلم ان امي الضعيفة متحصلة على شهادة الماجستير في الماركيتينغ ، بدت حياتنا رتيبة كاي عائلة كاي ام و طفلها ، لكن.... انا لست كاي طفل طبيعي وسط مجتمع ينعتني بغريب الاطوار كل ذلك لانني ارى الاموات ، اجل ابصرهم في كل مكان ،اسمع حسيسهم انا ارى مقطوع الرأس و ارى المشنوقين معلقي الجثث على اسوار المدرسة ،لكن مامن احد يعلم ! 
#بقلم_أسماء_يونس

قراءة في رواية " تجار الشرف "للروائي: عبد الرؤوف زوغبي بقلم:أ. وردة غوتي



قراءة في رواية " تجار الشرف "للروائي: عبد الرؤوف زوغبي 
بقلم:أ. وردة غوتي 

رواية " تجار الشرف " الغوص في أعماق المجتمع و الكشف عن المستور .
تعد قضية الأعراف و الشرف من أهم القضايا التي تتأثر المجتمعات المحافظة بكشف الستار عنها 
فكثيرا ما تبقى طيّ الكتمان و السرية خاصة من طرف الجهات المعنية بمحاربة الظواهر ألآ أخلاقية
رواية تجار الشرف تكشف المستور و تغوص في غياهب محجوبة تحت لباس التقوى، هي
تجارة بمعنى الكلمة فليس في عتبة النص تمويه ولا يحتاج عنوان الرواية إلى تأويل بل هو تجسيد لواقع مؤلم تدور أحداثه خلف الستار.
يسلط الروائي الشاب " عبد الرؤوف زوغبي " من خلال روايته الضوء على أخطر أنواع 
التجارة غير الشرعية بل و المنافية للأخلاق و المنسلخة عن الدين، و التي تنمو كخلايا سرطانية تحت 
المجهر لتهدد أمن الدولة و أصالة المجتمع، حيث ينتقل بنا المبدع بين عوالم مختلفة 
و طبقات عديدة في المجتمع الواحد.
بداية بحياة مواطنين لا يمكن وصف حياتهم بأكثر من عادية حتى تشاء الأقدار أن تقع عين تاجر ليس ككل التجار على ابنة أحد الفلاحين حيث يأخذك الكاتب في رحلة شيقة عبر كلماته البسيطة الممزوجة بألفاظ عامية تزيد الوصف دقة و توطد علاقة القارئ بالنص إضافة إلى تعابير لغوية آسرة استخدم فيها 
فنون البلاغة من مجاز و استعارة وكناية و تشبيه، حتى كأنك تعيش في أسرة فقيرة في إحدى هذه القرى، فدقة الوصف تلك تجعلك تتفاعل و تتعاطف مع الأحداث كشخصية من شخصياتها، فترافق طفلة تلعب بين الحقول إلى أن تصير صبية ثم شابة على قدر من الجمال، يلفت الأنظار فكان أن فتن بها ابن عمّها ثم يفتنها و يقع المحظور و هنا تتطور الأحداث و تقع الشابة ضحية تجار الشرف من جهة و الفقر من جهة أخرى لتزوج زواجا مزيفا من عجوز ذو نفوذ فتتأزم الأحداث و تتدهور أحوال الأسرة التي تركت الريف خلفها لتعود إليه مكسورة الجناح في نهاية المطاف.
أما على الجانب المظلم تنسج خيوط من الشر و تحاك دسائس قذرة شيطانية و تكشف الرواية هنا عن أعمال مجموعة من التجار و طرقهم في الإيقاع بالمراهقات و تصنيفهن، فهذه ترقى عندهم إلى درجة التاجرة المحترفة و هذه تستغل لإشباع الرغبات و تلك تجد نفسها ضحية فيلم قصير يحولها من عفيفة إلى مومس، فتتم المتاجرة بهنّ و المساومة على شرفهن .
تعالج رواية تجار الشرف زاوية مختلفة من قضية الإتجار بالشرف حيث تسلط الضوء على دوافع استسلام المراهقات للمصير المجهول و ولوجهن عالم الرذيلة و ما يحدث في كواليس السوق القذرة 
كما تعالج الرواية علاقة الخلايا النائمة " الذئاب المتفردة" بالعشرية السوداء و قضايا المتاجرة بالأطفال و شرف المراهقات 
ليثبت بذلك أن تأثيرات تلك الفترة الدموية باقية و أكثر ما نلمسها في القرى و الأرياف حيث يقل
الوعي و يسيطر الجهل و الفقر على العقول و الأجساد.
" تجار الشرف " مجموعة من الأحداث الواقعية جمعت في عمل فني راق بأسلوب سلس ، و نجد 
الكاتب هنا يتحرر من تسلسل الأحداث بين استرجاع و استباق لها مما يدل على تمكنه من السرد .
في الحقيقة " تجار الشرف " هي مرحلة جديدة و امتداد أدبي لرواية: " سماء مسجونة " كما
يقدم عبد الرؤوف زوغبي لقرّائه في آخر الرواية إشارة بل دعوة خاصة لانتظار رواية جديدة بعنوان: "على جسدي امرأة حافية" كأنه بذلك يمد جسرا بين رواياته الثلاث ليشكل عملا فنيا من ثلاثية واقعية اجتماعية هادفة لا تخلو من المتعة و التشويق . 
- قراءة في رواية تجار الشرف
بقلم: وردة غوتي
طالبة لسانيات عربية في جامعة العربي بن مهيدي .

مقال بعنوان الأمازيغية ... وجع هوية بقلم الأستاذ "لكحل منيف" ضمن الفقرة الأبوعية " دندنة"



الأمازيغية ...وجع الهوية
ماذا يريدون من الأمازيغية؟و ما الذي أفزعهم فيها ؟و ما الحلال و الحرام الذي أتت به ؟و ما ضرهم إذا كان أهلها يرجعون إليها ؟ و ماذا عليهم إذا كان من الأغيار من قد تبناها و ثبتها في أرضه و تحت سلطانه ؟ قد يثير هذا الموضوع التساؤل لدى الكثيرين،و قد يسأل البعض :لماذا نتناقش في مسألة اللغة الأمازيغية ؟ و في إشكالية الحرف التي ستكتب بها ؟ و لكن هذا الطرح و خاصة في وقتنا الحاضر يشغل بال كثير من الناس،لا أقول الرأي العام بل حتى النخبة المثقفة من المعربين و المفرنسين و البربريين،كما كثر في وسائل الإعلام ضجيج يوحي بغبار زوبعة تخمدها كالعادة مواقف بعض الشخصيات المحسوبة على إيديولوجيات قاتلة للهوية،و أصبح الخلاف بين فلان وفلتان مصدر تشويش و تضليل على الطبقة العامة، قصد محاولة تشكيك العوام و إغراقهم في مصادر الاختلاف. " تمازيغث " هي لغة تفككت إلى لهجات عديدة من : الشاوية،القبايلية،الشنوية و الزناتية و الترقية و المزابية،الشلحية.... و مع دسترة اللغة الأمازيغية و اعتمادها كلغة وطنية و رسمية في دستور 2016 توحدت تحت مسمى واحد " اللغة الأمازيغية" ،إلا أن الجدال لا يزال محتدما حول الحرف الذي ستكتب بها،فهناك من يدعو لكتابتها بحروفها الأصلية و الأصيلة " التفيناغ "،و هناك من يريدها بحرف الضاد العربي ،كما ترجح الكفة لطرف ثالث يأكد على ضرورة كتابتها بالحرف اللاتيني العالمي... و المشرع الجزائري ممثلا في السلطة الحاكمة تركت الباب مغلق و مبهم حول الحرف الذي ستكتبها بها طوعا أو كرها، و لم تكبد نفسها عناء إتباعها بقوانين تنظيمية تزيل اللبس و حسب رأي الشخصي فإن إهمال هذا الجانب من الدستور هو حلقة من حلقات مسلسل التركيع... قبل الفتح الإسلامي كان الأمازيغ يكتبون معاملاتهم التجارية و البحرية و في تنظيم شؤونهم العامة باللغة اللاتينية،فلقد كتب بها القديس أوغسطين في تباشيره و مواثيق إصلاحاته الدينية،كما كانت لغة الإدارة و التنظيم عند يوبا الثاني الملك العالم الذي اشتهر بحبه للعلم و المخطوطات، حيث إنه اشترى مخطوطة فيثاغورس اليوناني بأغلى ثمن... بعد الفتح الإسلامي تحمس الأمازيغ كثيرا للفكرة الروحية للحضارة،و توجهوا لاعتناق الدين الإسلامي الجديد و رحبوا بلغته أيما ترحيب على حساب لغتهم،و أصبحت لغة الكتابة عندهم هي اللغة العربية لغة القرأن،و في المقابل فقد ظلوا يتكلمون بلهجاتهم المحلية البربرية في الجبال و الهضاب و الصحاري،و بات مفروضا أن تكون اللغة العربية سيدة التواصل في مراكز الحكم و المقاطعات و معسكرات الجيوش و ظلت اللهجات مجرد موروث شفوي تتناقله الأجيال ...و لا يمكننا نكران أن الكثيرون من الأمازيغ كتب اللغة الأمازبغية بالحرف العربي،فنجد مثلا كتاب "الحوض " لصاحبه محمد بن علي بن ابراهيم السوسي قد كتب في أمور الدين و الفقه الأمازيغية بالحرف العربي
بقلم: الأستاذ لكحل منيف

عادات عجوز عشرينية بقلم أمينة الخلوفي





عادات عجوز عشرينية
أنصرف لموعد ألاقي فيه صديقي و أستعد أتم استعداد ، أحجز مكانا لشخصين و أهيئ الفضاء لتناول أطراف حديثنا الشيق الذي لا يتخطى عادة وجودنا نحن الإثنين ، ثم أبدأ في مخاطبة نفسي و الكلمات القاسية تنهمر غزيرة واحدة تلو أخرى كمطر فصل الخريف بعد أن أتذكر أن صديقي الذي أنتظر قدومه لم يعد له وجود ، لقد خانتني الذاكرة كعادتها و نسيت أني عجوز و لم أعد ابنة العشرين ، صديقي الذي أخذه مني العناد و الكبرياء لم يعد يجمعني به غير ذكريات لا أمل في رجوعها ، ودعته حين ركب سفينة و لوح لي بكفه و قال الوداع ، لا زلت ألمس دموعي التي روت ميناء قلبي العطشان لفراقه ، لم يكن صديقا كان حبيبا ، كان ميناء سلام ألج إليه ساعات الحرب و لحظة الغضب ، يسند روحه تآزر روحي و يروي قصصا أنسى فيها عالمي ، ذهب بعيدا حيث يستعصي عني لقياه ، و دعته و عانقت الألم ... أتساءل آلاف المرات لكن لاجواب ، ذهب حبيب روحي و أخذ علبة أسراره ليتركني تائهة لا معنى لأشيائي .. كان كل شيئ على ما يرام ، بسمته الشفافة ، نظراته المتأملة و لمسات يديه كبلسم يضمد الجراح ، لازلت أحتفظ بصورك في أركان من ذاكرتي و أنشد في غيبتك ألحانا ، ما زلت أغزل صوف الحب حين يتساقط المطر و يدق فصل الشتاء البارد أبوابي و أنا وحيدة في غيابك ، وهبت كل سنين عمري لحبيب تركني خلفه دون أن يستدير، تراني مازلت أحن لمكان كنا نتشارك فيه أنا و أنت حكايات ، لا أمل في رجوعي إلى الوراء ! أعود بعدها إلى حال سبيلي مودعة تلك التي كنت أخاطبها بأشد الخطاب قسوة ، أختلي بنفسي حيث رفرف الليل بجناحيه و السواد يكسوهما ، أفتح باب غرفة نال منها الشيب هي الأخرى فاستسلمت حتى داسها قطار الأيام ، ما عادت تأبى الركض للنجاة بروحها و لا هي تدري فن القتال ، فراغ بها خيم و هدوء يحلق كطائر ينشد في السماء ،تطربني رنات صوته فأبشر بفصل الربيع لكن ، ما إن أتمعن كلماته حتى أجدها رصاصات تصوب نحو قلبي لتخبرني أنه الخريف ، خريف عمر عجوز ما عادت ابنة العشرين ، يقول و صوته أحزان تبكيني ، ما عاد أمل في رجوعه فحاولي النسيان ! تتكلم دموعي الثائرة فتنسكب على الجفون ، أي التزام هذا و في أي معاهدة تحالفت أنت و ذاكرتي على الخلد ! عنيدة تلك الذاكرة ، تخونني فأتوهم لقياك ، توفي بتفاصيل جزئية تحيي ذكراك !" 
بقلم : أمينة الخلوفي